الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

تكاثر العرب في كرمئيل علاج جيد للعنصريين...

تكاثر العرب في كرمئيل علاج جيد للعنصريين...

نائب رئيس بلدية كرمئيل لا يريد عرباً في المدينة، فزيدوه!!

بقلم : نبيــل عــودة

احترنا يا قرعة منين نبوسك، تقليعة عنصرية جديدة تجيء هذه المرة من الشمال، ومن مدينة كرمئيل بالتحديد.

أحفظوا هذا الاسم جيداً: أورن ميلشطاين نائب رئيس بلدية كرمئيل.

التشخيص: مصاب بداء الليبرمانية . الدواء: زده من الداء الذي يعاني منه. شاعرنا أبو النواس قال: و"داوني بالتي كانت هي الداء". ويبدو أنه الدواء الحاسم مع أمثال ميلشطاين.

الحكاية أن ميلشطاين. لا يريد عرباً في كرمئيل، حضرته مصاب بحساسية مفرطة من العرب، تماماً مثل وزير خارجيته، والعرب تقول: الطيور على أشكالها تقع!!

ليس مفاجئاً لي، أن يبزغ نجم عنصري جديد وصغير في كرمئيل، بمنصب تمثيلي، مثل نائب رئيس بلدية كهذا، يتجاوز الحدود الأخلاقية، وحدود القانون .

أورن ميلشطاين ، او من يكون على شاكلته ، لا يريد رؤية عرب في كرمئيل، لذا توجه للمواطنين اليهود أن يصبحوا جواسيساً له، ويبلغون عن كل صفقة بيع ملك يعقدها يهودي مع عربي، وذلك عن طريق بريد الالكتروني ، حسب عنوان خاص، وهناك طاقم يساعده في مكتبة لتنفيذ مشروعه ضد العرب، والهدف ليس "منع" بل "إقناع" بأساليب " حضارية" بعدم عقد صفقة بيع مع العرب...ولكن المفارقة ، ان ميلشطاين نفسه باع منزله لعربي عام 1999 ، حسب وثيقة رسمية ارسلها لي مواطن عربي ، وأحتفظ بها!!

السنا دولة قوانين تتغير وتتبدل حسب القمل العنصري الذي يدغدغ جلدة رأس العنصريين؟!

إن الإجحاف بحق المواطنين العرب والتمييز المنفلت ضدهم من المؤسسة الإسرائيلية، ليس وليد الصدفة، ومنذ أول يوم للدولة. وما يمكننا أن نسجله هنا، إن الموضوع لا يتعلق فقط بزيادة حجم الابتسامة على وجوة قباطنة السلطة.

انما بمشكلات واسعة كثيرة نتجت عن مختلف السياسات، وفي مجالات عديدة واسعة، أهمها: حرمان المواطنين العرب من تخصيص أراضي للبناء والصناعة، وانخفاض مستوى التعليم بسبب شح الميزانيات، وفرض مناهج لم تعد تنفع في عالمنا المعاصر، عدم وجود فرص عمل كافية في المجتمع العربي، مما يجعل البلدات العربية أشبه بالفنادق للمبات الليلي للمواطنين وضيق الأرض وغياب مشاريع إسكان وارتفاع الكثافة السكانية بحيث لا مفر للأزواج الشابة إلا في السكن في البلدات اليهودية التي أقيمت أصلا على أراضي العرب المصادرة، وليس على اراض شحنت من روسيا او أمريكا . وفي مجالات العمل نجد نسبة البطالة في المجتمع العربي دائماً في رأس القائمة، التمييز في الميزانيات للسلطات المحلية ينعكس على الخدمات والصحة وتطوير البني التحتية .

ولكن يجب ان يبدأوا بالاستيعاب ان العرب في إسرائيل اليوم، هم جيل آخر مختلف عن العرب بعد نكبة شعبنا الفلسطيني.

لم يعد بإمكان أي سلطة في إسرائيل أن تتصرف مع المجتمع العربي داخل إسرائيل، كمجتمع على هامش الواقع الإسرائيلي، كل يوم نسمع عن مريض عنصري جديد، يفرغ قذرواته العقلية على مواطنين يحترمون القانون ويحترمون إنسانيتهم ويحترمون هويتهم الوطنية والدينية، وكل جريمتهم أنهم يريدون ضمان حياة كريمة لهم ولأبناء شعبهم.

في المجتمع العربي ينشأ جيل جديد، جيل من المثقفين والأكاديميين والباحثين والإعلاميين والمناضلين، ولا ننتظر من معتوه عنصري أن يصيغ لنا ما نستحقه وما لا نستحقه. وما يجب أن ننشد وما يجب أن نهتف، وما يجب أن نقسم وما يجب أن نمتنع عن ذكره ، وما يجب أن نرتدي وما يجب أن نأكل، وما هو مسموح التفكير به وما هو ممنوع.

لسنا عابرين في وطننا ولسنا رهائن عند بلطجيين، تتحكم فيهم عقلية محاكم التفتيش البائدة !!

حان الوقت لمصالحة الأقلية العربية بدل استمرار نهج القمع والسيطرة والكراهية العنصرية. قبل أيام كانت ذكرى مقتل يتسحاق رابين، رئيس الحكومة الأسبق، برصاص قاتل يهودي، وجرى الحديث الواسع عن "تراث رابين"،واختلف المفسرون ، وادلى كل منهم برؤيته ، بعضهم سحبه لليسار وبعضهم جره عنوة لليمين ،وللأسف لم يحدد أي منهم الموضوع الأكثر أهمية في " تراث رابين" ، ليس يسارا او يمينا ، وهو رؤيته ، أن نهج السلام مع الشعب الفلسطيني يجب أن يرافقه نهج السلام مع الأقلية العربية في إسرائيل، نهج المفاوضات السلمية اليوم في عصر ليبرمان يرافقه نهج القوانين العنصرية وإذلال متزايد للجماهير العربية في إسرائيل.

"تراث رابين" السياسي كان واضحاً في نهج حكومته، لم يكن مجرد ثرثرة بل خطوات عملية لمسناها بالتنفيذ ،عبر تغيير سياسية السيطرة والهيمنة والحرمان من الميزانيات المساوية إلى سياسة المصالحة والإقرار بحق المواطنين العرب بالمساواة الكاملة، فتغير نهج السلطة وتدفقت المشاريع والميزانيات على الوسط العربي، محدثة تحولاً جذرياً، مهد الطريق لصفقة مصالحة تاريخية... في الخارج مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية وفي الداخل مع الأقلية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها.

ولكن رصاصات القاتل اليهودي وضعت حداً، ليس لحياة الشخص فقط،، إنما لنهج السلام مع المحيط العربي خارج الدولة، ونهج السلام مع الداخل العربي في الدولة.

ميلشطاين شخص تافه آخر لا يعرف حقائق التاريخ ، يتوهم ان ما فشل به القادة الأوائل سينجزه "طراطيع "السياسة ، فيقدم بشخصه، نموذجاً لمن يظنون أنه يمكن إعادة العرب في اسرائيل إلى أيام الحكم العسكري بإقرار قوانين وتضييقات عنصرية، تملأ أدراج الكنيست اليوم، وتملأ العقول المريضة المليشطانية..

خسئوا !!

كرمئيل بنيت على أراضينا، ولنا الحق بالسكن في كرمئيل وتحويلها الى مدينة مختلطة. تماما مثل الناصرة العليا وغيرها ..

نحن لا نكره أحداً، ولا نريد لأحد أن يكرهنا، ونرى بجيراننا اليهود في كرمئيل والناصرة العليا وأينما شئتم شركاء في المصير والمستقبل ، ومن لا يرغب بالشراكة ، الله وعلي معه !!

مدينة كرمئيل تعيش على حساب المتسوقين العرب من قرى الشاغور والقرى العربية الأخرى في وسط بحر عربي.

إن مقاطعة العرب لمدينة كرمئيل ستجعل المدينة مدينة أشباح ، ولكننا لسنا فاقدين للضمير للقيام بخطوات متطرفة، مشكلتنا ليست مع يهود كرمئيل، بل مع عنصري وعصابة عنصرية يجب مواجهتهم بحقيقتهم وقلعهم من حياتنا بنضال مشترك، يهودي عربي، لمصلحة اليهود كما هي لمصلحة العرب. ولا بد من تذكير الجميع بالسابقة القانونية الهامة في قضية عادل قعدان ضد كتسير، أمام المحكمة العليا، حيث جاء في قرار المحكمة:" أن المساواة في الحقوق بين جميع بني البشر، مهما كانت ديانتهم، ومهما كانت قوميتهم نابعة من قيم دولة اسرائيل"!!

أجل هذا سلاح قانوني وأخلاقي في أيدينا لمواجهة آخر التقليعات العنصرية.

nabiloudeh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق